الثقافةصفحات من تاريخ مصر

** حي ابو قير **

احجز مساحتك الاعلانية

أبقلم المهندس/ طارق بدراوى

 

أبو قير بلدة على البحر الأبيض المتوسط في مصر تبعد عن الإسكندرية مسافة 23 كم في الإتجاه الشمالي الشرقي ويحدها من جهة الشمال البحر المتوسط ومن جهة الجنوب مركز كفر الدوار التابع لمحافظة البحيرة ومن جهة الشرق بحيرة ومركز إدكو التابع لمحافظة البحيرة ومن جهة الغرب شاطيء المعمورة وتعتبر أبو قير آخر محطات قطار الإسكندرية الذى يطلق عليه قطار أبو قير والذى يعد وسيلة إنتقال شعبية من الدرجة الأولى وهو من أقدم محاور وشرايين الحركة والمواصلات الأساسية بمدينة الإسكندرية حيث أنه يبدأ من محطة مصر وينتهى فى محطة أبو قير حيث تبدأ أولى محطاته بمحطة مصر ثم تتوالى المحطات بعد ذلك وأولها محطة الحضرة ثم تليها محطة سيدى جابر ثم محطة الضاهرية ثم محطة السوق ثم محطة غبريال ثم محطة الرمل الميرى ثم محطة فيكتوريا ثم محطة سيدى بشر ثم محطة العصافرة ثم محطة المندرة ثم محطة المنتزة ثم محطة الإصلاح ثم محطة المعمورة ثم محطة طوسون ثم تليها المحطة الأخيرة محطة أبو قير ويوجد بحي أبو قير أكثر من شاطئ تعتبر من أحسن شواطئ مدينة الإسكندرية مثل شاطيء أبو قير الميت وشاطيء أبو قير الحى وشاطيء أبو قير البرديسى وعدة شواطئ أخرى وتتميز شواطئ أبو قير بجودة محلات الأسماك الطازجة الموجودة داخل الشواطئ ومن أشهرها زفريون وبيلا فيستا ومنطقة أبو قير كانت معروفة منذ العصرالبطلمي وكانت تسمي حينذاك كانوبيس Canopus وكانت ميناء تجارى رئيسى فى مصر وكان ينتهى عندها فرع من النيل إندثر منذ زمن بعيد وهو الفرع الكانوبى كما كانت أبو قير فى العصر البطلمى أيضا منطقة إستجمام وترويح عن النفس وصيد لأهل الإسكندرية وتوجد فيها أطلال معبد سيرابيس الذى كان الناس يحجون إليه فى ذلك العصر لطلب البركة وللإستشفاء من بعض الأمراض لكن تم تدميره بواسطة المسيحيين بعد دخول المسيحية مصر أما إسم أبو قير فهو مشتق من إسم قديس وطبيب كان يعيش في المنطقة إسمه الأنبا كير وكان من أهم المروجين والمتحمسين للمسيحية ومن أشد المناهضين لحكم الرومان وتوفي عام 312م …..
وفى القرن العشرين أيضا إستمرت أبو قير منطقة للإستجمام والتصييف ومن أشهر سكانها كان الأمير عمر طوسون الذى كان يمتلك إقطاعيه ضخمة تقع حول خليج أبو قير تحولت الآن لحى سكنى يسمي طوسون والأمير عمر طوسون ولد يوم 8 سبتمبر عام 1872م وتوفي يوم 2 يناير عام 1944م وهو إبن الأمير محمد طوسون باشا إبن والي مصر محمد سعيد باشا والذى حكم مصر بين عام 1854م وعام 1863م وهو إبن محمد علي باشا رأس الدولة العلوية ووالدته الأميرة بهشت حور وقد ولد في الإسكندرية وعاش فيها معظم حياته وهو أحد أشهر أمراء أسرة محمد علي باشا حيث إشتهربتفوقه في الكثير من المجالات ورعايته للكثير من المحافل وأعماله الخيرية وإكتشافاته الأثرية وكتاباته في الجغرافيا والتاريخ والآثار وغيرها وله العديد من الكتب والخرائط بالعربية والفرنسية وكان أول من إقترح إرسال وفد من مصر إلى مؤتمر فرساي للمطالبة بإستقلالها وجدير بالذكر أن الأمير عمر طوسون يعود له الفضل فى إكتشاف العديد من الآثار الغارقة بالبحر المتوسط بالإسكندرية ففي عام 1910م إكتشف جاستون جونديه كبير مهندسي مصلحة الموانئ والمنائر ميناء فاروس القديم ووصف حواجز الأمواج والمنشآت العملاقة المغمورة تحت السطح بنحو 8 أمتار وكان هذا الإكتشاف مفاجأة كبرى لعدم توافر أدلة تاريخية قوية على وجود مثل هذه المنشآت وقام عمر طوسون وجاستون جونديه بطرح ونشر نظريات وتفسيرات لإكتشافاتهما في الجمعية الأثرية بالإسكندرية و في أوائل الثلاثينيات بدأ عمر طوسون العثور علي أديرة أو بقايا أديرة أثرية مهمة تقع جميعا علي خط رحلة العائلة المقدسة‏ وبلغ عدد الأديرة التي إكتشفها الأمير عمر طوسون عدد ‏52‏ ديرا وفي أواخر الثلاثينات أخبر أحد الطيارين الأمير عمر طوسون أنه قد رأى أثناء طيرانه فوق خليج أبو قير بقايا أثرية تغطي مساحة واسعة تحت الماء وتمكن الأمير عمرطوسون بفضل إرشاد الصيادين المحليين ومعونة الغواصين من تحديد موقع عدة هياكل ضخمة وإنتشال تمثال لرأس الإسكندر الأكبر معروض الآن في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية هذا ويبلغ عدد سكان أبو قير حاليا حوالي 350 ألف نسمة يتميزون بالبساطة وكرم الضيافة وأصبح الحي يعاني حاليا من الزحام الشديد بعدما تم بناء العديد من العمارات والمباني السكنية الشاهقة الإرتفاع به …..

14495451_10208825939543621_2873526776935657630_n
صورة بانورامية لشاطيء ابو قير

14495309_10208825961344166_8666046384119994580_n
قلعة أبو قير المعروفة بإسم قلعة كوسا باشا

وتوجد بالمدينة قلعة تسمي قلعة كوسا باشا تعود إلى العصر العثماني وتستعمل القلعة الآن كمنطقة عسكرية وهي على نفس طراز قلعة قايتباى في غرب الإسكندرية التي بنيت مكان منارة الإسكندرية القديمة وقلعة أبوقير تقع في ميناء أبوقير البحرى وهي من الناحية الأثرية تحتاج إلى ترميم حيث يستخدم الجزء العلوى فقط من القلعة ويتوسطها برج إستطلاع يشرف على الميناء من الناحية الشرقية للقلعة ومدخلها يقع فى الواجهة الشرقية وهو مدخل مقبى عليه عقد نصف دائرى يقع عليه حاملان مستطيلا الشكل ولكل حامل منهما سقف جمالونى الشكل ويوجد بجوار الحاملين مجموعة من المزاغل أى الفتحات التي كانت تبرز منها مواسير المدافع التي كانت تستخدم فى الدفاع عن الطابية وفوق هذا المدخل لوحة إرشادية تتبع هيئة الآثار المصرية مسجل عليها إسم الأثر ويحيط بالطابية سور خارجى مرتفع من جميع الجهات ويفصل بين هذا السور وبين التل الرملي المحيط به خندق بعرض 20 متر وعمق 8 أمتار تقريبا والمدخل منفصل تماما عن الطابية ويقع فى منتصف الخندق تقريبا ويتم الدخول للطابية عن طريق قنطرة خشبية للمرور من فوق الخندق للطابية والطابية مستطيلة الشكل وتتكون من طابقين الطابق الأول عبارة عن أربعة سراديب طويلة وضيقة وبمستوى عمق الخندق وتؤدى كلها إلى ساحة واسعة كبيرة بها مجموعة من المزاغل أما الطابق الثانى فهو عبارة عن بهو رئيسي تتفرع منه مجموعة من السراديب المسقوفة بقباء نصف أسطوانية وتوجد على سطح الطابية بعض الأسوار البسيطة التى توجد بها بعض الكتل المستطيلة من الحجر والرخام كانت توضع عليها بطاريات المدافع ومن المعروف أنه فى عهد الخديوى إسماعيل مابين عام 1863م وعام 1879م أنه قد قام بإستيراد عدد حوالى 200 مدفع طراز أرمسترونج وذلك لتعزيز التحصينات الساحلية ونصبها فى الطوابي على طول الساحل الشمالي لمصر من الإسكندرية حتى بورسعيد ويوجد من هذه المدافع أربعة مدافع فى طابية كوسا باشا مؤرخة بعام 1870م مازالت موجودة إلى الآن وعموما الطابية خالية من العناصر الزخرفية والأشكال الجمالية وتكمن قيمتها الآثرية فى أنها تعطى فكرة واضحة عن العمارة الحربية الدفاعية فى العصر العثماني وللأسف فهي تعاني حاليا من التآكل الذى أصابها بفعل العوامل الطبيعية مثل البحر والأمواج والتغيرات المناخية كشدة الرياح وحرارة الشمس ومما يذكر عن ماشهدته هذه الطابية من أحداث تحقيق العثمانيين من خلال هذه القلعة نصرا بسيطا مؤقتا أمام الجيش الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت في زمن الحملة الفرنسية علي مصر في عام 1799م حينما حاصر قائد القلعة والمسماة بإسمه مصطفي كوسا باشا الحامية الفرنسية في قلعة أبو قير إلي أن إستسلم قائدها الكابتن يناش وعندما علم نابليون بهذا الحدث أعد خطة سريعة لإنقاذ الموقف وبالفعل بدأ في تعبئة وتحريك جيوشه في الوقت الذي خرج العثمانيون بنصر مؤقت تحول إلي هزيمة لعدم سرعة العثمانيين في وضع خطة حربية والقيام بتجميع جنودهم وحشدهم لمواجهة الجيش الفرنسي بل كانت جنودهم تتواجد علي هيئة جماعات متفرقة علي شاطئ الإسكندرية ولم يفكر مصطفي كوسا باشا في إستغلال الإسكندرية أو رشيد ليتخذ منها قاعدة يجمع فيها جنوده ويعيد حشدهم ورفع كفائتهم القتالية بل ظل في مكانه منعزلا في شبة جزيرة أبو قير فهاجمت قوات القائد الفرنسي لان معسكر مصطفي كوسا باشا وأسرته وظلت الطابية تقاوم الهجمات الفرنسية بقيادة إبنه ولكن سرعان ما نفذت الذخائر العثمانية وخارت قوى الجنود فإحتل الفرنسيون الطابية وأمر نابليون بقتل مصطفي كوسا باشا هذا والطابية غير معروفة للكثيرين من أهالى أبو قير ويصعب عليهم الوصول إليها لوجودها بمنطقة منعزلة لها حدود خاصة فالحد القبلي مرفق مياه أبو قير أما الحد البحري فهو ساحل البحر المتوسط والحد الغربي شارع الجيش والحد الشرقي المدينة السكنية وشاطئ خاص تابع للقوات المسلحة المصرية …..
كما تحتوى أبو قير على أحد فروع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وقد نشأت فكرة إقامة الأكاديمية كمعهد إقليمى للنقل البحرى فى إجتماعات لجنة المواصلات بجامعة الدول العربية فى يوم 11 مارس عام 1970م بصدور قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم 2631 لعام 1970م بدورته الثالثة والخمسين بالموافقة على إنشاء مركز إقليمى للتدريب على أعمال النقل البحرى وقد نص القرار على تكليف جمهورية مصر العربية نيابة عن الدول العربية بطلب معونة فنية من المنظمات المتخصصة للأمم المتحدة فى مجال النقل البحرى وفى نهاية العام التالي عام 1971م أوفدت الأمم المتحدة لجنة مشتركة من منظماتها المعنية لدراسة مدى إحتياج المنطقة لهذا المشروع وقد أوصت بضرورة إنشاء معهد تدريب بحرى إقليمى وتوفير المعونة اللازمة له ووافق البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة UNDP على إعتماد مبلغ 3.2 مليون دولار لتمويل هذا المشروع وعلى أن تساهم الدول العربية المشتركة فيه بمبلغ 8.25 مليون جنيها مصريا على مدار خمس سنوات كما أوصت أيضا اللجنة بعد زيارة العديد من دول المنطقة بإختيار مدينة الإسكندرية ذات المكانة الحضارية العريقة كمقر لهذا المشروع الهام من منطلق تميز موقعها الجغرافى الذى يتوسط المنطقة العربية إلي جانب وفرة الكوادر المؤهلة للعمل بهذا المشروع بها كذلك أعد برنامج الأمم المتحدة للتنمية UNDP وثيقة مشروع الأكاديمية العربية للنقل البحرى بالإسكندرية بالتعاون مع المنظمة الإستشارية البحرية للحكومات IMCO بصفتها وكالة منفذة للمشروع ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية UNCTAD بصفته وكالة مشاركة أيضا وقد بدأت الأكاديمية نشاطها بمقر مؤقت بمدينة الإسكندرية فى يوم 28 فبراير عام 1972م وتم تخصيص معونة فنية للمشروع لمدة خمس سنوات قدرها 2.3 مليون دولار على هيئة خبراء وبعثات ومعدات تدريبية ثم إمتد المشروع سنتين مع زيادة الإعتماد المالى إلى 3.6 مليون دولار وقد أوفت جمهورية مصر العربية بإلتزامها طبقا للبند الثامن فى وثيقة المشروع والذى يحدد إسهامات حكومات الدول العربية به فقامت مصر بتوفير الأرض المخصصة لمقر الأكاديمية بمنطقة الطرح بحي أبو قير فى مدينة الإسكندرية على مساحة 140 فدان كما قامت بتوفير المبانى ومرسى الفلايك وعوامات الرباط والأثاث والتجهيزات ومعدات التدريب التى لايقوم برنامج التنمية للأمم المتحدة بتوفيرها والقوارب الشراعية وقوارب النجاة ولنش للتدريب على إستخدام الرادار وسفينة التدريب عايدة 3 كلما كانت هناك حاجة لذلك وأخيرا التسهيلات الخاصة بالنقل كسيارات نقل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس كما تعهدت جمهورية مصر العربية بتغطية أى عجز فى الإسهام الجارى للدول العربية المشتركة ضمانا لإستمرار المشروع فى ضيافة مصر ومما يذكر أنه بعد توقيع مصر لمعاهدة كامب ديفيد في شهر سبتمبر عام 1978م ثم معاهدة السلام مع إسرائيل في شهر مارس عام 1979م وقطع معظم الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع مصر تم إتخاذ قرار بنقل مقر الأكاديمية إلي إمارة الشارقة أحد إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة ولكن مصر لم تتخل عن دورها في دعم الأكاديمية وظلت تؤدى دورها في دعم الأكاديمية ماليا وبما تحتاجه من كوادر وكفاءات بشرية وفي أوائل التسعينيات عادت الأكاديمية إلي مقرها بمصر كما حصلت مصر في عام 1992م علي سفينة التدريب عايدة 4 في صورة منحة من دولة اليابان وقامت بتقديمها للأكاديمية مما أضاف إلى رصيد جمهورية مصر العربية فى دعمها للأكاديمية في مجالى التعليم والتدريب البحرى وأخيرا وفى شهر أكتوبر عام 1996م أصبح من الأهمية بمكان بعد إجتياز الأكاديمية للعواصف العاتية وتثبيت أقدامها فى مجال العلوم والتكنولوجيا للهندسة والإدارة أن تستثمر إنجازها فى مجال النقل البحرى بتعديل مسماها من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا فقط إلى مايبرز النقل البحرى فى صلب المسمى ليصبح مسماها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى ……

 

14522771_10208825965984282_8138617240438237358_n
صورة بانورامية لمنشآت الأكاديمية العربية للعلوم والكنولوجيا والنقل البحرى

بأبو قير

14517447_10208825976864554_8753959655358598126_n
صورة بانورامية لكلية التربية الرياضية للبنين بأبو قير

وتوجد في أبو قير أيضا كلية التربية الرياضية التابعة لجامعة الإسكندرية والتي تعد من المؤسسات التعليمية الرائدة فى مجال التربية الرياضية بجمهورية مصر العربية حيث أسهمت لما يقرب من خمسين عاما فى النهوض بالعملية التربوية والتعليمية من خلال إعداد الكوادر المؤهله المتميزة التى حملت على أكتافها عبء تربية وتعليم وتدريب أجيال متعاقبة من أبناء هذا الوطن العزيز الذين كان للنشاط الرياضى دورة البارز فى تشكيل شخصياتهم وغرس المبادئ الرياضية النبيلة فى نفوسهم كما كانت لهذه المؤسسه العلمية العريقة بصمتها الواضحه فى تطور حركه البحث العلمى الجاد الذى حمل لواءه علماء أجلاء تشرفت بهم هذه الكلية وتدين لهم بالفضل أجيال من طلاب العلم والباحثون فى مصر والدول العربية الشقيقة ويرجع تاريخ كلية التربية الرياضية للبنين بالإسكندرية الى عام 1955م عندما صدر قرار بإنشاء معهد للتربية الرياضية بأبو قير يكون تابعا لوزارة التعليم العالي وعلي أن يشمل هذا المعهد قسم عالى وقسم متوسط على أن تكون مدة الدراسة به ثلاث سنوات بالقسم العالى ويلتحق به الطلبة الناجحون في الثانوية العامة وثلاث سنوات بالقسم المتوسط ويلتحق به الطلبة الحاصلون على الشهادة الإعدادية وفى عام 1958م صدر قرار بإلغاء القسم المتوسط وضمه الى المعهد المتوسط بحلوان والإبقاء على القسم العالى فقط وتخرجت فى ذلك العام 1958م أول دفعة من طلبة الدبلوم العالى للتربية الرياضية كما صدر فى عام 1958م قرار آخر يجعل الدراسة بالمعهد أربع سنوات يحصل بعدها الخريج على درجة البكالوريوس فى التربية الرياضية وكانت أول دفعه تحصل على البكالوريوس من المعهد هى دفعة عام 1961م وفى عام 1964م صدرت اللائحه الخاصة بالمعاهد العليا التابعة لوزارة التعليم العالى وهى تشبه لائحة الجامعـات المصريـة مـن حيث تقسـيم المعهـد الـى أقسـام علمية نظرية وعملية ومنح أعضاء هيئة التدريس الألقاب العلمية وهي أستاذ وأستاذ مساعد ومدرس ومدرس مساعد ومعيد ومنذ ذلك التاريخ شهد المعهد تطورا دراسيا وإنشائيا كبيرا حتى صار الى ماهو عليه الآن حيث تحول المعهد أولا إلي كلية وتم ضمها إلي جامعة حلوان عند نشأتها فى عام 1975م ولتحل محل وزارة التعليم العالى فى الإشراف على هذا المعهد وبذلك بدأ تطبيق لائحه الجامعات المصرية عليه وتغيير إسمه الى كلية وعليه تم تعديل مسمي معهد التربية الرياضية بأبو قير إلي كلية التربية الرياضية للبنين بأبوقير والتابع لجامعه حلوان وفى يوم 3 سبتمبر عام 1989م صدر قرار جمهورى بضم كليات جامعه حلوان الأربع بالإسكندرية إلى جامعه الإسكندرية وهي كلية التربية الرياضية للبنين وكلية التربية الرياضية للبنات وكلية الفنون الجميلة وكلية الزراعة بمنطقة سابا باشا وعليه أصبحت كلية التربية الرياضية للبنين بأبو قير تابعة لجامعة الإسكندرية …..
وموقع أبو قير يعتبر موقع حربى إستراتيجي مهم وفى خليجها إشتبك الأسطول الإنجليزى بالأسطول الفرنسي فى معركة حاسمة عرفت بإسم معركة أبو قير البحريه إنتهت بتدمير الأسطول الفرنسي وأيضا وقعت فى أبو قير معركة أبو قير البرية عام 1799م بين الجيش الفرنسي والقوات العثمانية بقيادة مصطفى كوسا باشا والتي تحدثنا عنها في معرض حديثنا عن قلعة أو طابية أبو قير والآن تعالوا معا لنتعرف علي خلفيات وأحداث ونتائج معركة أبو قير البحرية حيث يعتبر خليج أبو قير شاهدا على تحطم أسطول نابليون بونابرت به على يد الأسطول الإنجليزي والتي سماها الإنجليز معركة النيل وهي معركة بحرية وقعت في يوم 2 أغسطس عام 1798م بين القوات البحرية الإنجليزية بقيادة الأدميرال نلسون والأسطول الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت على شواطئ خليج أبو قير المصري وإنتهت بهزيمة الفرنسيين ونتائجها إعتبرت ثورة في التكتيك البحري حيث أضاع الفرنسيون الوقت فضاعت فرصة النصر منهم وتتلخص حكاية هذه المعركة في أنه فور عودة الجنرال الشاب نابليون بونابرت من إيطاليا في الأسابيع الأولى من عام 1798م بعد إحرازه إنتصارات عسكرية باهرة باشر درس أوضاع القوى العسكرية الفرنسية المكلفة بغزو الجزر البريطانية وتحضيرها لهذه الحملة ولكن سرعان ما أدرك صعوبة بل إستحالة تنفيذ المهمة لأسباب عديدة أهمها ضعف القوات البحرية الفرنسية مقارنة مع البحرية الإنجليزية التي باتت تؤمن السيطرة البحرية SEA CONTROL وتشكل سدا منيعا أمام أي قوة تحاول غزو بريطانيا أضف إلى ذلك الضعف الموجود والواضح في التجهيزات اللازمة للقوة الفرنسية لتنفيذ الغزو وعدم توافر الأموال الكافية والبرد القارس والأمراض المتفشية بين عناصر قواته والتي تشكل عقبة كبيرة في سبيل تحقيق الهدف المنشود ولذلك تقدم الجنرال نابليون بونابرت في يوم 28 فبراير عام 1798م إلى مجلس قيادة الثورة الفرنسية المعروف في حينه بإسم DIRECTOIRE لعرض هذا الوضع والصعوبات التي تعترضه وتحول دون تمكينه من تنفيذ المهمة الموكلة إليه بغزو الجزر البريطانية وقرر طرح خطة عمل بديلة لإحتلال مصر وهكذا تحوّل هدف غزو الجزر البريطانية إلى تحضير لغزو مصر وبينما كان الأسطول الفرنسي ينهي كافة التحضيرات المتعلقة بالحملة ويستعد للإبحار نحو مصر كانت بريطانيا تعيش أجواء خوف ورعب على كافة الأصعدة المدنية والحكومية والعسكرية وبحسب الصحافة البريطانية في حينه سادت الأوساط الشعبية والحكومية وأوساط قيادة البحرية البريطانية ووزارة الدفاع أجواء من القلق والخوف الكبيرين فور عودة الجنرال بونابرت من إيطاليا منتصرا فالخطوة اللاحقة له كانت كما هو متوقع غزو الجزر البريطانية ولذلك سارعت الحكومة البريطانية إلى طلب تبرعات مالية فورية من الممولين البريطانيين والشركات القادرة على المساعدة في تغطية النفقات الحربية الطارئة في مجال الدفاع عن بريطانيا ضد الغزو الفرنسي المرتقب وفي هذا المجال قدم الملك جورج الثالث ثلث ثروته كدعم للإمكانيات الدفاعية كما شجعت الحكومة إنشاء الميليشيات الشعبية في المدن والمناطق الساحلية لمساندة الجيش النظامي في الدفاع عن بريطانيا أما قائد القوى البحرية الإنجليزية في حينه الأدميرال سبنسر فقد إتخذ تدابير إستثنائية في مجال الأسطول الحربي للتصدي لأي محاولة بحرية فرنسية لتنفيذ أى عملية إنزال على الجزر البريطانية وكلّف لهذه الغاية قائد الأسطول البريطاني في البحر المتوسط الأميرال جرفيس بإرسال عدة مراكب حربية بقيادة أفضل ضابط بحري من مساعديه وأن يكلفه بمهمة التواجد مقابل مرفأ طولون الفرنسي لمراقبة تحرك الأسطول الفرنسي والإستعدادات الجارية هناك عن كثب وبصورة مباشرة والإفادة تباعا عن هذه الإستعدادات والتحركات وإتخاذ كافة الإجراءات البحرية اللازمة لمنع المراكب الفرنسية من الإبحار والتوجه إلى أسبانيا لفك الحصار عن المراكب الحربية الأسبانية في كاديز أو الإلتحاق في برست بباقي الأسطول الفرنسي الموجود هناك وقد إختار الأميرال جرفيس لهذه المهمة الأميرال نلسون وأرسله بسرعة على رأس قوة بحرية مؤلفة من ثلاث مدمرات وفرقاطتين وهذا دفع بالسلطات البريطانية إلى إعلان التعبئة العامة ومباشرة الإستعداد للدفاع عن الجزر البريطانية ضد الغزو الفرنسي المرتقب الذى بدأت تظهر بوادره في التحرك العسكري الفرنسي المكثف الجاري علنا في مرفأ طولون الفرنسي بعد عودة الجنرال بونابرت من إيطاليا وتحقيقه الإنتصارات الساحقة على جيوش الإمارات الإيطالية وقد تعمدت وزارة الحرب الفرنسية تسريب هذه التحضيرات إلى الصحافة الفرنسية حتى بعد إتخاذ قرارها الضمني بتعديل الهدف الرئيسي للحملة لإحتلال مصر وذلك بهدف تضليل السلطات العسكرية البريطانية وتأمين عنصر المفاجأة للحملة العسكرية الفرنسية وراحت الأوساط القريبة من نابليون تسرب شائعات مغلوطة عن عزمه إحتلال صقلية وإحتمال تنفيذ غزو للبرتغال وحتى السيطرة على جبل طارق بإعتباره نقطة إستراتيجية بحرية هامة وحدث أن بدأ التحرك الفرنسي نحو مصر وحيث أن خليج أبو قير يمتد على مسافة 18 ميلا بحريا أى حوالي 33.3 كلم من جزيرة أبو قير أو جزيرة نلسون كما سميت بعد ذلك وحتى رشيد في الإتجاه الجنوبي الشرقي فقد إنتشرت فيه المراكب الفرنسية مقابل الشاطئ وفقا لترتيب الرتل من دون أخذ إحتياطات قتالية على إعتبار أن هذا التوقف مؤقت وكان الأميرال نلسون يراقب تحركات الفرنسيين وفور وصوله إلى خليج أبو قير قرر نلسون مباشرة الإستعداد لمهاجمة الأسطول الفرنسي المتوقف على طرفي الخليج مستفيدا من الرياح المواتية أما الجانب الفرنسي وبعد عقد إجتماع حرب عاجل أصر الأميرال برويس على مواجهة الأسطول البريطاني من قبل المراكب الفرنسية وهي متوقفة على طرفي الخليج خلافاً لرأي دي شايلا الذي إقترح رفع الأشرعة ومواجهة الأسطول البريطاني في البحر كما أن القائد الفرنسي إستبعد حدوث المواجهة البحرية فورا نظرا لقرب حلول الظلام وصعوبة خوض معركة ليلية من قبل السفن الشراعية البريطانية وإعتبر أن ذلك سيسمح له بالإستعداد ورفع مستوى تجهيزاته وإستعداداته وبالإضافة إلى ذلك كان هناك شعور لدى القادة الفرنسيين بتفوقهم على الأسطول البريطاني بفضل الدارعات المرافقة للأسطول الفرنسي والتي لإحداها 120 مدفعا إلى جانب ثلاث أخريات لكل منها 80 مدفعا وفي مقابل 17 مركبا فرنسياً كان لدى نلسون 15 مركبا جميعها من الحجم المتوسط ومسلحة تسليحا متوسطا قدره نحو 46 مدفعا لكل منها وكان الأميرال الفرنسي يخشى مهاجمة أسطوله من المؤخرة أي من جهة الجنوب لذلك عمد إلى تركيز مراكبه القوية في الوسط لتأمين مساندة المؤخرة عند الضرورة وبذلك تم إهمال مقدمة الأسطول كما كانت إستعدادات المراكب الفرنسية من الطواقم البحرية لم تكن تتعدى 50% نظرا لإرسال باقي العناصر للتزود بالمؤن وكانت قد نفذت في معظمها أعمال طلاء لأقسامها الخشبية وبالتالي كانت عرضة للإشتعال والإلتهاب السريع كون الطلاء لم يكتمل جفافه بصورة تامة وبعدما تحقق نلسون من نقاط الضعف الموجودة في الجانب الفرنسي وكان أهمها وجود مسافات كبيرة بين وحدات الأسطول الفرنسي إلي جانب بعدها عن مساندة المدفعية الساحلية المتواجدة علي شاطيء الخليج فقرر ضرورة مهاجمة مقدمة الأسطول الفرنسي علي الفور وبدون تأخير ومن الجهتين وبدأ المواجهة البحرية الساعة 18.30 وقت الغروب تقريبا فقامت ثمانية مراكب بريطانية بإحاطة خمسة مراكب فرنسية وإمطارها بالقذائف من الجهتين في آن واحد وعلى مسافات قريبة جدا يمكن معها إستعمال المسدسات الصغيرة إن لزم الأمر وقد راهن نلسون على خبرة قادة مراكبه العالية في مجال المناورة وتنفيذ أوامره بحذافيرها وبالرغم من مفاجأة الفرنسيين بالهجوم الليلي غير المتوقع وبالرغم من تدني مستوى تجهيزات وإستعدادات مراكبهم فقد خاضوا المعركة بكل شجاعة وتصميم ملحقين إصابات مباشرة بالمراكب البريطانية وفي حوالى الساعة 20.00 أحاطت سفينتان بريطانيتان بسفينة القيادة الفرنسية الشرق وأمطراها بوابل قذائف مباشرة أدت إلى مقتل قائد الأسطول الفرنسي برويس على الفور وإستمرت المواجهة العنيفة بين هذه السفن إلى أن أصابت إحدى القذائف البريطانية مستودع الذخيرة على سفينة القيادة الفرنسية مما أدى إلى إنفجارها بشكل مروع وتلاشي أجزائها وبالتالي مقتل معظم طاقمها البالغ عددهم نحو ألف شخص وقد دوى صوت إنفجار سفينة القيادة في المنطقة محدثا ذهولا كبيرا لدى السكان على البر وبعد تدمير سفينة القيادة الفرنسية وشل أو أسر سفن المقدمة إنتقلت السفن البريطانية مجتمعة لتركيز الهجوم على وسط المراكب الفرنسية ومؤخرتها وعند بزوغ الفجر تم إستسلام باقي السفن الفرنسية وجاءت حصيلة المعركة البحرية تدمير بارجتين ومدمرتين فرنسيتين وأسر تسعة سفن مع ثلاثة آلاف بحار كما قتل خلال المعركة 1700 بحار فرنسي من بينهم قائد الأسطول الأميرال برويس وفي الجانب الإنجليزي سجل مقتل 288 بحارا وجرح نحو ألفين وبالرغم من عدم خسارتها أي مركب إلا أن ثلثي المراكب البريطانية أصيبت خلال المواجهات إصابات مباشرة وأصبحت بحاجة إلى إجراء إصلاحات فيها وقد أصيب خلال هذه المعارك الأميرال نلسون إصابة بالغة وعمد نلسون إلى إرسال إحدى سفن الأسطول المسماة LEANDER إلى نابولي لإبلاغ القيادة الإنجليزية بالنصر الذي حققه ضد البحرية الفرنسية ولكن هذا المركب تعرض للأسر من قبل قائد فرنسي تمكن من الهرب بمركبه فور بدء المعركة البحرية وتدمير مركب القيادة ومما لا شك فيه أن النتائج الباهرة التي حققها الأميرال نلسون في معركة أبو قير البحرية أحدثت ثورة في مجال التكتيك البحري في حرب السفن الشراعية والتي كانت تعتمد على نظريات قديمة تعتمد على إستعمال تشكيل الرتل للسفن ومواجهة السفن المعادية بعد الإقتراب منها فقد إرتكز الأسلوب المتبع من قبل نلسون على إتخـاذ قرار المهاجمـة ليلا خلافـا لما كـان معـهودا في المعـارك البحريـة الشراعيـة في حينه مما وفـر له عنصـر المفاجـأة الإستراتيجية والمبادأة وذلك من شأنه تحقيق نصف النصر والنصف الآخر يتحقق بإستغلال فرصة إختلال توازن الخصم فورا بعد تلك الضربة المفاجئة الأولي وعدم إعطائه الفرصة لكي يستعيد توازنه كما إعتمد نلسون علي تكثيف القوى المهاجمة على المراكب المعادية بحيث يتم مهاجمتها بعدد مضاعف من المراكب بما يضمن لها التفوق الساحق مع توزيع المراكب المهاجمة بدقة لإحاطة المراكب المعادية من الجهتين والإستفادة من المسافات المتروكة بينها مما يسهل مناورة السفن المهاجمة وفي المقابل يجمع المحللون الفرنسيون على أن الخطأ الفادح الذي إرتكبه الفرنسيون في هذه المعركة هو إضاعة الوقت فور وصول الحملة الفرنسية وعدم تأمين السفن في ميناء الإسكندرية تحت حماية المدفعية البرية الفرنسية إذا كانت الأعماق تسمح بذلك أو نقلها إلى ميناء كورفو في اليونان ويتحمل مسؤولية ذلك بالدرجة الأولى الأميرال برويس كونه قائد الأسطول خصوصا أنه كان لديه نحو شهر لحل هذه المشكلة إلا أنه بقي مترددا حيال تأمين سلامة سفنه خلال تلك الفترة وأيضا فإن نابليون بونابرت القائد العام للحملة الفرنسية يتحمل جزءا كبيرا من هذه المسؤولية فقد كان في هذه الأثناء منغمسا في معاركه البرية ضد المماليك ويتقدم جنوبا لإحتلال القاهرة وكان يرغب بإبقاء الأسطول على مقربة منه في حال هزيمته في المعارك ويقال إنه بعد تحقيقه الإنتصارات في المعارك البرية أوفد رسولا إلى الأميرال برويس لإبلاغه ضرورة تأمين السفن ولو في كورفو في اليونان لكن هذا الرسول لم يصل إلى الإسكندرية بعد وقوعه في كمين نصبه له المماليك وخلال وجود نابليون في جزيرة سانت هيلانة بعد نفيه إليها وخلال إعادة إستعراضه الأحداث والمعارك التي خاضها سابقاً وفي حديثه عن معركة أبو قيرالبحرية حمّل الأميرال برويس مسؤولية تدمير الأسطول الفرنسي وقال إن بإستشهاده في المعركة يكون قد كفر عن الأخطاء الفادحة التي إرتكبها في إدارنه للمعركة وبالنسبة لنتائج معركة أبو قير البحرية على حملة نابيون، فإن خسارة الأسطول البحري الفرنسي أفقدت نابليون الوسيلة التي كانت تؤمن له التواصل والمواصلات مع فرنسا ومع أن نتائج هذه الخسارة لم تظهر بصورة فورية إلا أن الحملة في نهاية الأمر قد حكم عليها بالفشل الذريع وسرعان ما بدأت تظهر نتائج ذلك الفشل لدى قيام نابليون بحملته على الشام وحصاره البرى لمدينة عكا فقد عملت البحرية البريطانية على إمداد هذه القلعة من البحر وكذلك ضرب المواصلات البحرية التي تؤمن الدعم اللوجيستي للحملة الفرنسية والتي سرعان ما إنعكست آثارها مجددا علي موقف الحملة في مصر بسبب عدم تحقيقها نتائج ملموسة على الأرض وعمد بعد ذلك الإنجليز إلى تحقيق السيطرة على البحر المتوسط وإنطلاقا من البحر عمدوا إلى السيطرة التدريجية على أهم المواقع الفرنسية التي راحت تسقط في أيديهم تباعا بداية من كورفو ببلاد اليونان عام 1799م مرورا بمالطة عام 1800م ثم خروجهم من مصر نهائيا عام 1801م …..

14517350_10208826014505495_5533672112785956354_n
نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية علي مصر تحطم أسطوله علي

يد الأسطول الإنجليزى في معركة أبو قير البحرية

14440810_10208826015025508_1775357258284834999_n
الأميرال هوراشيو نلسون قائد الأسطول الإنجليزى إنتصر علي الأسطول الفرنسي

في معركة أبو قير البحرية إنتصارا ساحقا

Related Articles

Back to top button